جدول المحتويات

تقدير سريع لسعر عمرة يوليوز 2025 / محرم 1447

نموذج الحجز

نموذج الحجـــز المبدئـــي

  حكم العمرة في شهر محرم: دليلك الشامل والفتاوى الشرعية

مقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

تعد العمرة من العبادات الجليلة في الإسلام، وهي سنة مؤكدة على كل مسلم قادر، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على أدائها حيث قال: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”.

وفي ظل حرص المسلمين على أداء هذه العبادة العظيمة، تثار العديد من الأسئلة حول حكم العمرة في الأوقات المختلفة من السنة، وخاصة في شهر محرم الحرام

. فما هو حكم العمرة في شهر محرم؟ وما فضلها؟ وما الأحكام المتعلقة بها؟

في هذا المقال الشامل، سنتناول كل ما يتعلق بأحكام العمرة في شهر محرم، وسنجيب على الأسئلة التي تدور في ذهن كل مسلم حول هذا الموضوع، مع ذكر الأدلة الشرعية والفتاوى المعتبرة من العلماء.

   شهر محرم: تعريفه ومكانته في الإسلام

    ما هو شهر محرم؟

شهر الله المحرم هو الشهر الأول من شهور السنة الهجرية، وهو أحد الأشهر الحرم الأربعة التي ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز، حيث قال سبحانه:

﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ﴾ [التوبة: 36].

والأشهر الحرم هي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب.

وقد سُمي شهر المحرم بهذا الاسم لتأكيد حرمته وتعظيمه، ولذلك فقد أضافه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى فقال: “شهر الله المحرم”، وهذه الإضافة تدل على شرف هذا الشهر وفضله.

    فضائل شهر محرم

يتميز شهر محرم بالعديد من الفضائل، منها:

  1. أنه أحد الأشهر الحرم  : التي عظم الله حرمتها وحرم فيها القتال، وجعل الذنب فيها أعظم والعمل الصالح فيها أجره أكبر.
  2. أفضلية الصيام فيه  : حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم” (رواه مسلم).
  3. يوم عاشوراء  : وهو اليوم العاشر من شهر محرم، وهو يوم له فضل عظيم، حيث يكفر الله به ذنوب سنة كاملة لمن صامه.
  4. كونه بداية العام الهجري  : وفيه هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، وهو حدث فاصل في تاريخ الإسلام.

قال الحسن البصري: “إن الله افتتح السنة بشهر حرام، وختمها بشهر حرام، فليس شهر في السنة بعد شهر رمضان أعظم عند الله من المحرم”، وقد روى وهب بن جرير عن قرة بن خالد عن الحسن، قال:

“إن الله افتتح السنة بشهر حرام وختمها بشهر حرام، فليس شهر في السنة بعد رمضان أعظم عند الله من المحرم”.

   حكم العمرة في شهر محرم

    جواز العمرة في شهر محرم

تجوز العمرة في شهر محرم باتفاق العلماء، بل تجوز في جميع أيام السنة لغير الحاج، كما جاء في فتوى دار الإفتاء المصرية: “تجوز العمرة لغير الحاجِّ في جميع أيام السَّنَة، أمَّا الحاج فيمتنع عليه الإحرام بها من حين إحرامه إلى آخر أيام التشريق، ولا يعتمر حتى يفرغ من حجه”.

وقد سُئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن حكم العمرة في غير أشهر الحج فأجاب: “نعم؛ متى أدى المسلم أو المسلمة العمرة في أي شهر سقطت عنه العمرة الواجبة، فإذا أداها في شعبان أو في جمادى أو في صفر أو في غير ذلك صح ذلك وكفت وسقط بها الواجب، سواءً كان المؤدي امرأة أو رجلاً”.

وبناءً على ذلك، فإن العمرة في شهر محرم جائزة شرعاً وصحيحة، وتسقط بها العمرة الواجبة إذا كانت هي العمرة الأولى للمسلم.

    فضل العمرة في شهر محرم

شهر محرم من الأشهر الحرم التي لها مكانة خاصة في الإسلام، وقد ثبت أن العمل الصالح في هذه الأشهر له أجر أعظم، ومن ذلك أداء العمرة في شهر محرم.

ولكن لم يرد نص خاص عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل العمرة في شهر محرم تحديداً، وإنما ورد فضل العمرة بشكل عام، وفضل العمرة في رمضان بشكل خاص، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “عمرة في رمضان تعدل حجة” (متفق عليه).

ومع ذلك، فإن شهر محرم باعتباره أحد الأشهر الحرم، وكونه شهراً عظم الله حرمته، فإن العمرة فيه تكون أفضل من العمرة في غيره من الشهور العادية.

قال الشيخ صالح الفوزان: “العمرة في الأشهر الحرم أفضل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر فيهن، والله لا يدل نبيه إلا على الأفضل”.

   ترتيب فضل أوقات العمرة

إذا أردنا ترتيب فضل أوقات العمرة من الأفضل إلى المفضول، فيمكن القول بأن:

  1. العمرة في رمضان  : هي أفضل أوقات العمرة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “عمرة في رمضان تعدل حجة” (متفق عليه).
  2. العمرة في أشهر الحج  : وهي شوال وذو القعدة وذو الحجة، وقد اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة أربع مرات.
  3. العمرة في الأشهر الحرم الأخرى  : وهي المحرم ورجب، وهي مفضلة على غيرها من الشهور العادية.
  4. العمرة في سائر أيام السنة  : وهي مشروعة ومستحبة في كل وقت.

وقد ذكرت دار الإفتاء المصرية أن “الأوقات المستحبة للعمرة فأكثرها استحباباً شهر رمضان، ثم أشهر الحج، ثم رجب وشعبان”.

   الأحكام المتعلقة بالعمرة في شهر محرم

    هل تجب العمرة في شهر محرم؟

العمرة سنة مؤكدة في العمر مرة واحدة عند جمهور العلماء، وواجبة عند الحنابلة، ولكنها لا تجب في وقت معين، بل يمكن أداؤها في أي وقت من العام. وبالتالي، فإن العمرة لا تجب في شهر محرم بخصوصه، وإنما تجوز فيه كما تجوز في غيره من الشهور.

    شروط صحة العمرة في شهر محرم

لصحة العمرة في شهر محرم نفس شروط صحة العمرة في أي وقت آخر، وهي:

  1. الإسلام  : فلا تصح العمرة من غير المسلم.
  2. العقل  : فلا تجب على المجنون.
  3. البلوغ  : فلا تجب على الصغير، وإن صحت منه.
  4. الاستطاعة  : وتشمل القدرة البدنية والمالية والأمنية.
  5. المحرم للمرأة  : تشترط معظم المذاهب وجود محرم للمرأة عند سفرها للعمرة، وإن كان بعض العلماء المعاصرين أجازوا سفرها مع رفقة آمنة من النساء في ظل وسائل النقل الحديثة.

    هل يلزم المعتمر في محرم هدي؟

لا يلزم من اعتمر في شهر محرم هدي، وإنما يلزم الهدي المتمتع، وهو من أدى العمرة في أشهر الحج (شوال وذي القعدة وذي الحجة) ثم حج من عامه.

قال الشيخ ابن باز: “من اعتمر في أشهر الحج شوال أو في ذي القعدة أو في العشر الأول من ذي الحجة ثم حج من عامه، فإنه يسمى متمتعاً ويعتبر متمتعاً وعليه دم التمتع”.

أما من اعتمر في شهر محرم، فلا يعتبر متمتعاً، ولا يلزمه هدي، لأن شهر محرم ليس من أشهر الحج.

   فضائل العمرة بشكل عام

    فضل العمرة في الإسلام

وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تبين فضل العمرة بشكل عام، ومن ذلك:

  1. كونها كفارة للذنوب  : قال النبي صلى الله عليه وسلم: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة” (متفق عليه).
  2. تنفي الفقر والذنوب  : قال النبي صلى الله عليه وسلم: “تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد” (رواه الترمذي والنسائي).
  3. المعتمرون وفد الله  : قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الحاج والمعتمر وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم” (رواه ابن ماجه).

    الآثار الروحية والنفسية للعمرة

للعمرة آثار روحية ونفسية عظيمة على المسلم، منها:

  1. تجديد الإيمان  : حيث يشعر المعتمر بتجديد عهده مع الله تعالى، وتجديد إيمانه.
  2. الراحة النفسية  : تمنح العمرة المسلم راحة نفسية كبيرة، وشعوراً بالسكينة والطمأنينة.
  3. التوبة وتكفير الذنوب  : تعد العمرة فرصة للتوبة النصوح وبداية صفحة جديدة في حياة المسلم.
  4. الشعور بوحدة الأمة  : يلتقي المعتمر بإخوانه المسلمين من شتى بقاع الأرض، مما يعزز الشعور بوحدة الأمة الإسلامية.

   صفة أداء العمرة في شهر محرم

    أركان العمرة

أركان العمرة هي:

  1. الإحرام  : وهو نية الدخول في النسك.
  2. الطواف بالبيت  : سبعة أشواط.
  3. السعي بين الصفا والمروة  : سبعة أشواط.

وهذه الأركان لا تصح العمرة إلا بها، ولا يمكن جبرها بدم أو غيره.

    واجبات العمرة

واجبات العمرة هي:

  1. الإحرام من الميقات  : حيث يجب على المعتمر أن يحرم من الميقات المخصص له.
  2. الحلق أو التقصير  : وهو حلق شعر الرأس أو تقصيره.

وهذه الواجبات يمكن جبرها بدم إذا تركها المعتمر.

    سنن العمرة

من سنن العمرة:

  1. الاغتسال قبل الإحرام  .
  2. صلاة ركعتين بعد الإحرام  .
  3. التلبية  : “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”.
  4. تقبيل الحجر الأسود أو الإشارة إليه  .
  5. الاضطباع  : وهو كشف الكتف الأيمن أثناء الطواف.
  6. الرمل  : وهو الإسراع في المشي في الأشواط الثلاثة الأولى من الطواف.
  7. صلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم   بعد الطواف.

    محظورات الإحرام

يجب على المعتمر أن يجتنب محظورات الإحرام، وهي:

  1. حلق الشعر   أو قصه.
  2. تقليم الأظافر  .
  3. تغطية الرأس   للرجل.
  4. لبس المخيط   للرجل.
  5. الطيب   بعد الإحرام.
  6. الصيد البري  .
  7. عقد النكاح  .
  8. الجماع   ومقدماته.

   الاستعداد لأداء العمرة في شهر محرم

    التحضير الروحي والنفسي

قبل أداء العمرة، ينبغي للمسلم أن يستعد روحياً ونفسياً من خلال:

  1. التوبة النصوح   من جميع الذنوب والمعاصي.
  2. الإكثار من الاستغفار   والأعمال الصالحة.
  3. تصفية القلب   من الشحناء والبغضاء.
  4. النية الخالصة   لله تعالى.
  5. الاطلاع على أحكام العمرة   وصفتها.

    التحضير المادي والعملي

من الجانب المادي والعملي، ينبغي للمعتمر:

  1. الحصول على تصريح العمرة   والتأشيرة اللازمة.
  2. تجهيز ملابس الإحرام   للرجال والملابس المناسبة للنساء.
  3. توفير النفقة الكافية   للرحلة.
  4. ترتيب السكن   والمواصلات.
  5. الاطلاع على الإرشادات الصحية   والتطعيمات المطلوبة.

       نصائح من المعتمرين

يقدم المعتمرون في شهر محرم النصائح التالية لمن يرغب في أداء العمرة في هذا الشهر:

  1. الاستعداد الروحي  : من خلال التوبة النصوح والإكثار من الأعمال الصالحة قبل السفر.
  2. اختيار الوقت المناسب  : تجنب أوقات الذروة في بداية الشهر، واختيار منتصف الشهر أو نهايته لتجنب الزحام.
  3. الاطلاع على أحكام العمرة  : قراءة كتب المناسك والاطلاع على أحكام العمرة قبل السفر.
  4. الإكثار من الدعاء  : استغلال وجودك في البقاع المقدسة للإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله.
  5. التركيز على العبادة  : تجنب الانشغال بالتسوق والسياحة على حساب العبادة.

   أفضل الأوقات لأداء العمرة في شهر محرم

    من حيث الازدحام

من حيث الازدحام، يعتبر شهر محرم من الأوقات المناسبة لأداء العمرة، حيث يقل الازدحام مقارنة بمواسم الذروة مثل رمضان والحج.

ومع ذلك، فإن بداية الشهر قد تشهد بعض الزحام نظراً لكونها بداية العام الهجري، لذا فإن منتصف الشهر أو نهايته قد يكون أفضل من حيث قلة الازدحام.

    من حيث الطقس

من حيث الطقس، يختلف الأمر حسب موقع شهر محرم في التقويم الميلادي، فإذا وافق فصل الشتاء أو الخريف، فإن الطقس يكون معتدلاً ومناسباً لأداء المناسك. أما إذا وافق فصل الصيف، فقد تكون درجات الحرارة مرتفعة، مما يتطلب أخذ الاحتياطات اللازمة.

    من حيث التكلفة

من حيث التكلفة، يعتبر شهر محرم من الأوقات المعتدلة، حيث لا ترتفع الأسعار كثيراً كما هو الحال في مواسم الذروة مثل رمضان والحج. ومع ذلك، فقد ترتفع الأسعار قليلاً في بداية الشهر بسبب الإقبال على العمرة في بداية العام الهجري.

   دور المرشد الديني في توجيه المعتمرين في شهر محرم

    أهمية الإرشاد الديني

يلعب المرشد الديني دوراً مهماً في توجيه المعتمرين وإرشادهم، خاصة في شهر محرم الذي له خصوصية دينية، ومن أهمية الإرشاد الديني:

  1. توضيح أحكام العمرة   وصفتها الصحيحة.
  2. تصحيح المفاهيم الخاطئة   حول العمرة وشهر محرم.
  3. تعزيز الجانب الروحي   والإيماني للمعتمرين.
  4. الإجابة على الأسئلة والاستفسارات   التي قد تطرأ أثناء أداء المناسك.

    نصائح المرشدين للمعتمرين في محرم

يقدم المرشدون الدينيون النصائح التالية للمعتمرين في شهر محرم:

  1. استغلال فضل الشهر  : من خلال الإكثار من الصيام والدعاء والذكر.
  2. الحرص على أداء العمرة بخشوع  : والتركيز على الجانب الروحي والإيماني.
  3. تجنب الجدال والخصام  : امتثالاً لقول الله تعالى: ﴿فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾.
  4. الإكثار من الدعاء  : خاصة في الأماكن التي يُستجاب فيها الدعاء مثل الملتزم وعند شرب ماء زمزم.
  5. استغلال الوقت في الطاعة  : وعدم إضاعته في ما لا ينفع.

   الفتاوى المعاصرة حول العمرة في شهر محرم

    فتاوى دار الإفتاء المصرية

ورد في فتاوى دار الإفتاء المصرية أن “العمرة تجوز لغير الحاج في جميع أيام السنة، وأن الأوقات المستحبة للعمرة فأكثرها استحباباً شهر رمضان، ثم أشهر الحج، ثم رجب وشعبان”.

وذكرت أيضاً أن “العمرة في الأشهر الحرم، ومنها المحرم، ورد عن الصحابة والسلف الصالح رضوان الله عليهم ما يدل على مزيد فضلها”.

    فتاوى علماء السعودية

أفتى الشيخ ابن باز رحمه الله بأنه “متى أدى المسلم أو المسلمة العمرة في أي شهر سقطت عنه العمرة الواجبة، فإذا أداها في شعبان أو في جمادى أو في صفر أو في غير ذلك صح ذلك وكفت وسقط بها الواجب”.

وأفتى الشيخ صالح الفوزان بأن “العمرة في الأشهر الحرم أفضل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر فيهن، والله لا يدل نبيه إلا على الأفضل”.

    فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء

أفتت اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية بأن “العمرة مشروعة في كل وقت من السنة، وليس هناك وقت يكره فيه أداء العمرة، وإن كان بعض الأوقات أفضل من بعض، مثل شهر رمضان”.

   التحديات التي تواجه المعتمرين في شهر محرم

    تحديات تنظيمية

قد يواجه المعتمرون في شهر محرم بعض التحديات التنظيمية، منها:

  1. الإجراءات الإدارية  : مثل الحصول على تصاريح العمرة والتأشيرات.
  2. ترتيب السكن والمواصلات  : خاصة مع ازدياد الطلب في بداية العام الهجري.
  3. إدارة الوقت  : بين أداء المناسك والزيارات الأخرى.

    تحديات صحية

  1. الأمراض المعدية  : خاصة في مواسم تجمع الناس من مختلف أنحاء العالم، لذا ينبغي أخذ اللقاحات الوقائية اللازمة.
  2. ارتفاع درجات الحرارة  : إذا صادف شهر محرم فصل الصيف، مما قد يسبب الإجهاد الحراري أو ضربات الشمس، وهو ما يتطلب شرب كميات كافية من الماء وتجنب التعرض المباشر للشمس لفترات طويلة.
  3. الجفاف  : نتيجة المشي لمسافات طويلة وكثرة العبادة، مما قد يؤدي إلى جفاف الجسم.

    تحديات نفسية واجتماعية

من التحديات النفسية والاجتماعية التي قد تواجه المعتمرين:

  1. الغربة والابتعاد عن الأهل  : خاصة لمن يسافر للعمرة لأول مرة أو لمن يسافر بمفرده.
  2. التعامل مع ثقافات مختلفة  : حيث يلتقي في الحرمين الشريفين مسلمون من شتى بقاع الأرض.
  3. ضغط المناسك  : والخوف من عدم أدائها بالشكل الصحيح.
  4. التزاحم  : خاصة في بداية الشهر، مما قد يسبب التوتر والقلق.

   نصائح للاستفادة القصوى من العمرة في شهر محرم

    نصائح روحية

  1. استشعار فضل الشهر  : الاستحضار الدائم لكون شهر محرم من الأشهر الحرم المعظمة عند الله تعالى.
  2. الإكثار من الصيام  : خاصة يوم عاشوراء واليوم التاسع من المحرم.
  3. تخصيص وقت للدعاء والذكر  : خاصة في الأوقات والأماكن التي يُستحب فيها الدعاء، مثل بين الأذان والإقامة، وعند السجود، وعند ملتزم الكعبة.
  4. قراءة القرآن  : والتدبر في معانيه، خاصة في الحرم المكي.
  5. التفكر في عظمة الله  : من خلال التأمل في الكعبة المشرفة والمشاعر المقدسة.

    نصائح عملية

  1. التخطيط المبكر للرحلة  : بما في ذلك حجز التذاكر والسكن قبل وقت كافٍ.
  2. تعلم أحكام العمرة  : قبل السفر والاطلاع على صفتها الصحيحة.
  3. اصطحاب الأدوية الضرورية  : خاصة لأصحاب الأمراض المزمنة.
  4. الابتعاد عن أوقات الذروة  : كبداية الشهر، واختيار منتصف الشهر أو نهايته لأداء العمرة.
  5. توفير البدائل  : مثل إجراء عمليات التحويل المالي والتواصل مع الأهل في حالات الطوارئ.
  6. الاحتفاظ بنسخ من المستندات الهامة  : مثل جواز السفر والتصاريح وبطاقات التعريف.

   العمرة في محرم بين الفضل والعوائق

    الموازنة بين الفضل والمشقة

إن العمرة في شهر محرم لها فضل كبير باعتبار أن محرم من الأشهر الحرم المعظمة عند الله تعالى، ولكن قد يواجه المعتمر بعض المشاق والعوائق، وهنا يأتي دور الموازنة بين الفضل والمشقة:

  1. تقديم الأيسر  : إذا كان أداء العمرة في شهر محرم يترتب عليه مشقة كبيرة على المعتمر، كالازدحام الشديد أو عدم توفر السكن المناسب، فقد يكون من الأفضل تأخيرها إلى وقت آخر أيسر.
  2. مراعاة الحالة الصحية  : لأصحاب الأمراض المزمنة أو كبار السن، قد يكون من الأفضل اختيار أوقات معتدلة الحرارة لأداء العمرة.
  3. مراعاة ظروف العمل والدراسة  : قد يكون من الأفضل اختيار العطل الرسمية أو الإجازات الدراسية لأداء العمرة، حتى لو كانت في غير شهر محرم.

    قاعدة المشقة تجلب التيسير

من القواعد الفقهية المهمة “المشقة تجلب التيسير”، وهذا ينطبق على أداء العمرة في شهر محرم، فإذا ترتب على أدائها في هذا الشهر مشقة غير معتادة، فإن الشريعة الإسلامية تيسر للمكلف وتبيح له اختيار وقت آخر أيسر له.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه” (رواه البخاري)، وهذا يدل على يسر الشريعة الإسلامية ورفعها للحرج عن المكلفين.

   التشابه والاختلاف بين العمرة في محرم ورمضان

    أوجه التشابه

تتشابه العمرة في شهر محرم والعمرة في شهر رمضان في عدة أمور، منها:

  1. صفة الأداء  : حيث أن صفة أداء العمرة واحدة في جميع الأوقات.
  2. الأجر العظيم  : فكلاهما له أجر عظيم، باعتبار أن محرم من الأشهر الحرم، ورمضان شهر الصيام والقيام.
  3. تكفير الذنوب  : فكلتا العمرتين تكفران ما بينهما من الذنوب.

    أوجه الاختلاف

تختلف العمرة في شهر محرم عن العمرة في شهر رمضان في عدة أمور، منها:

  1. درجة الفضل  : فالعمرة في رمضان أفضل، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “عمرة في رمضان تعدل حجة” (متفق عليه).
  2. الازدحام  : غالباً ما يكون الازدحام في رمضان أكثر منه في محرم، خاصة في العشر الأواخر.
  3. المناخ  : يختلف المناخ بحسب موقع الشهرين في التقويم الميلادي.
  4. العبادات المصاحبة  : في رمضان هناك عبادات خاصة مثل الصيام وصلاة التراويح، أما في محرم فهناك صيام يوم عاشوراء.

   المزايا الاقتصادية والسياحية للعمرة في شهر محرم

    المزايا الاقتصادية

تحقق العمرة في شهر محرم العديد من المزايا الاقتصادية، منها:

  1. انخفاض التكاليف  : مقارنة بمواسم الذروة مثل رمضان والحج، حيث تكون أسعار الطيران والفنادق أقل.
  2. توفر الخدمات  : حيث يكون هناك توازن بين العرض والطلب على الخدمات المختلفة.
  3. تنشيط الاقتصاد  : خارج مواسم الذروة، مما يسهم في استدامة النشاط الاقتصادي على مدار العام.

    المزايا السياحية

من المزايا السياحية للعمرة في شهر محرم:

  1. قلة الازدحام  : مما يتيح فرصة أكبر للاستمتاع بالمعالم السياحية والتاريخية في مكة والمدينة.
  2. سهولة التنقل  : بين المواقع المختلفة دون معاناة من الزحام الشديد.
  3. جودة الخدمات  : حيث يمكن للمعتمر الحصول على خدمات أفضل في الفنادق والمطاعم نظراً لقلة الضغط عليها.

   الأخطاء الشائعة في أداء العمرة والتحذير منها

    أخطاء في الإحرام

من الأخطاء الشائعة في الإحرام:

  1. عدم الإحرام من الميقات  : حيث يتجاوز بعض المعتمرين الميقات دون إحرام، وهذا خطأ يستوجب الفدية.
  2. لبس المخيط للرجال بعد الإحرام  : دون عذر شرعي، وهذا محظور من محظورات الإحرام.
  3. التطيب بعد الإحرام  : وهذا أيضاً من محظورات الإحرام.
  4. عدم تلبية المرأة  : حيث تظن بعض النساء أن التلبية خاصة بالرجال فقط، والصحيح أن المرأة تلبي ولكن بصوت منخفض يسمعه من بجانبها فقط.

    أخطاء في الطواف والسعي

من الأخطاء الشائعة في الطواف والسعي:

  1. عدم الإكمال  : حيث ينقص بعض المعتمرين شوطاً من الطواف أو السعي.
  2. البدء من غير الحجر الأسود  : في الطواف، والصحيح أن يبدأ من الحجر الأسود.
  3. البدء من المروة  : في السعي، والصحيح أن يبدأ من الصفا.
  4. التزاحم لتقبيل الحجر الأسود  : وهذا قد يؤدي إلى إيذاء النفس والآخرين، والسنة الإشارة إليه عند الزحام.

    أخطاء في الحلق والتقصير

من الأخطاء الشائعة في الحلق والتقصير:

  1. الاكتفاء بقص بعض الشعر  : دون استيعاب جميع الرأس.
  2. تقديم الحلق على السعي  : والصحيح أن يكون بعد السعي.
  3. عدم الحلق أو التقصير مطلقاً  : وهذا واجب من واجبات العمرة.

   العمرة في محرم وأثرها على تعزيز القيم الإسلامية

    تعزيز التوحيد

تعزز العمرة في شهر محرم قيمة التوحيد في نفس المسلم، حيث يتجرد من كل مظاهر الدنيا ويلبس ثياب الإحرام ويتوجه إلى بيت الله الحرام، ملبياً موحداً: “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”.

    تعزيز الأخوة الإسلامية

تعزز العمرة في شهر محرم قيمة الأخوة الإسلامية، حيث يلتقي المسلمون من مختلف أنحاء العالم في مكان واحد، يرتدون لباساً واحداً، ويتجهون إلى قبلة واحدة، ويؤدون نسكاً واحداً، مما يرسخ الشعور بالانتماء للأمة الإسلامية.

    تعزيز التقوى

تعزز العمرة في شهر محرم قيمة التقوى في نفس المسلم، حيث يمتنع عن محظورات الإحرام ويلتزم بأوامر الله ونواهيه، مما يعزز لديه ملكة التقوى والخوف من الله تعالى.

    تعزيز الصبر والتحمل

تعزز العمرة في شهر محرم قيمة الصبر والتحمل، حيث يتحمل المعتمر مشاق السفر وأداء المناسك، وقد يواجه بعض الصعوبات والتحديات، مما ينمي لديه روح الصبر والتحمل.

   دعاء الختام

في ختام هذا المقال، نسأل الله تعالى أن يتقبل من جميع المسلمين صالح أعمالهم، وأن يوفقهم لأداء العمرة في شهر محرم وفي كل وقت، وأن يرزقهم الإخلاص في العمل والقبول، وأن يجعلهم من المقبولين المبرورين.

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتهم في من خافك واتقاك واتبع رضاك، اللهم وفق حجاج بيتك الحرام ومعتمريه من كل فج عميق، واجعل حجهم مبروراً وسعيهم مشكوراً وذنبهم مغفوراً.

واحفظ اللهم بلاد الحرمين الشريفين وسائر بلاد المسلمين، واجعلها آمنة مطمئنة، واحفظ اللهم ولاة أمرها بحفظك ورعايتك، ووفقهم لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى.

   دعوة للعمل

في نهاية هذا المقال، ندعو كل مسلم ومسلمة إلى:

  1. التخطيط لأداء العمرة  : في شهر محرم أو غيره من الشهور المباركة، لما فيها من الأجر العظيم والثواب الجزيل.
  2. نشر الوعي  : بأحكام العمرة وفضائلها بين أفراد المجتمع.
  3. مساعدة الآخرين  : على أداء العمرة، خاصة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
  4. الدعاء للوالدين  : بالعمرة والحج إذا لم يسبق لهما ذلك، أو بالقبول إذا أدياها.
  5. الاستفادة من التجارب  : والإرشادات التي وردت في هذا المقال لتيسير أداء العمرة في شهر محرم.

والله ولي التوفيق، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 هذا المقال تم إعداده للإفادة العلمية والمعرفية، ولا يغني عن استشارة أهل العلم والتخصص في المسائل الدقيقة والحالات الخاصة. نسأل الله تعالى أن ينفع به، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم.

2af23ceb9b945b74cd3d905590ed98c0 1